الخميس، 15 نوفمبر 2018

ليلة وفاه صانع السلالم ..

يوجد مهن نكاد لا نعرفها .. ولا نعرف انها مصدر رزق ,, وعم جميل او ابو عبده ،  كان اشهر صانع للسلالم فى منشاه ناصر وضواحيها ... يعرفه كل من يريد بناء منزل بطريقة يدوية بدائية .. 
ادارة العمل من اختصاص زوجته الطيبة مساعدته فى هذا العمل المضنى الاتفاق معها وقبض المال وشراء المون والمستلزمات .. 
تتبع "سيدة" زوجة عم جميل استراتيجية ماكرة فى توفير المال تستعين بعيال الشارع لحمل الطوب والطوبة بجنيه ومن يحمل طوبتين له جنيهين وهكذا ... 
يبدا العمل بعد الفجر بقليل ويهل الاولاد فى مظاهرة حمل الطوب سيرا على الاقدام لو كان العمل عير بعيد ويجلسون على عربة كارو لو كان المكان بعيدا .. نهار بطولة وربما نهارين وينتهى العمل يعرف عم جميل اتزان السلالم بعينه الخبيرة العجيبة .. 
تساعده زوجته لعجن الاسمنت .. 
كان يكبرها كثيرا وكانت كما تقول بنت بنوت عندما تزوجا .. انجبت له البنين والبنات منهم من تزوج او هجر المكان اوهاجر .. ولم يبق لهم سوى ابنته هالة .. 
حل على عم جميل تعب السنين ورقد شهورا كانت زوجته فى خدمته .. تطمئن انه نام فتذهب الى جارتها لتحكى لها بخوف ووجل انها تخشى ان ينكشف غطاءها .. 
حتى مات عم جميل ، مبتسما .. 
جلست "سيدة" ملتحفة بالسواد على باب الدار تبكى .. تقول للمعزين كان سلم مدفنه اخر عمل قام به قبل الرقدة الاخيرة .. كل السلالم التى صنعها كانت تحبه .. كان يسميهم اولاده .. كل درجة سلم كانت بالنسبة له صعود نحو القمة كان يوم ينتهى باخر درجة يدعو الله ان يمد سلالمه لتطول السماء ليقترب اكثر .. 
عم جميل حفر بسلالمه طرقا الى بوابات السماء ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق