الخميس، 22 نوفمبر 2018

زاوية فى القلب .. 

لا تتجاوز مساحة دكان عم على بائع الجرائد العجوز ركن مثلثى منزو فى اقصى يسار الشارع الذى اعيش فيه ، بجوار محل الورد والعصافير .. 
يرص الكتب والجرائد ويغلق الدكان ساعات قليلة فى المساء ليستريح من صخب الاخبار التى لا يكف زبائنه المشاغبين عن الاسئلة واصواتهم الحنجورية وهم يقلدونه اقرا الحاااادثااااااا !! فيبتسم ويظهر سنه الوحيد الباق وهو يقول لهم كان زمان ياولاد ال.. 
 عم على يرى فى زاويته عالمه كله عمرة كله الذى عاشه وعشته وانا اذهب اليه بضفائرى الطويلة اساله كل اربعاء عن مجلة ماجد .. كنت اراه بطلى عندما ييمثل انها لم تات ويلمح الحزن يتبدى فى ارتعاشات شفتى شبح دمعه قهر تطل من عيناى فيخرجها بحركة مسرحية ليرى نظرة الفرح وتهليلة السعادة امنحه ثمنها من مصروفى الخاص واعود الى البيت جريا لاقراها وحدى .. 

صدر قانون جديد للعلاقة بين المالك واصحاب الانشطة التجارية .. وجاء اصحاب محله الصغير يطالبونه ب 5 الاف جنيه شهريا لو اراد الاحتفاظ بزاويته حاول عم على ان يصمد .. كنت اراه يذبل كشجرة يصمت كوتد يئن كجذر يابى الموت .. 
لحظة خروج عم على من زاويته من اصعب اللحظات التى عشتها مؤخرا واصابتنى بالقهر .. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق