الثلاثاء، 1 فبراير 2011

المـأزق

سنوات طويلة غبت فيها عن الوطن وعندما عدت الى عملى بالمجلة وجدت كل شىء قد تغير ... ، الوجوه كلها تغيرت من مات مات ومن ترك المكان ومن اصبح فى زمرة القادة وشباب كثيرين يعملون معنا ولكنهم اكثر شراسة وعناد وقلة صبر واكثر انتقامية وماكيافيلية يريدون كل شىء ولا تهم الضحايا
كنت اراقبهم مذهولة واتخيل نفسى وكنت صغيرة اقل حتى من اعمارهم واكثر سذاجة واكثر احتراما وتقديرا للكبار واتساءل لماذا يريدون كل شىء على جثثنا واشلاء ذكرياتنا
ولم اطق البقاء طويلا وكنت انوى البقاء وسافرت فى رحلتى هذه ، ووقعت الواقعة ورايت بلدى الحبيبة وميدان ذكرياتى وشريط حياتى يريدون تمزيقه امامى وشعرت وانا فى منتصف الثلاثينات بالشيخوخة والعجز ..
ثمة شىء فى قلبى يقول اتركوا الرجل اتركوه لا تستقووا عليه هكذا وهو فى خريف العمر ومريض لقد صبرتم ولا يضيركم الانتظار حتى ينهى مدة رئاسته الاخيرة بكرامة ولا يترشح
اتركوا عقلاء الوطن ينظمون ويرتبون فى الاشهر القادمة انتقالا عاقلا ومدروسا للسلطة ، اتركوا لنا حبة من الذكريات لرجل لم يكن خائنا ولم يكن كافرا ولكن ربما كان يحلم لابنه بالافضل ومن منا لا يتمنى لابنه الافضل
ارحموا مبارك ارحموه واقسم لكم اننى لم اكن يوما انتمى الى حزب اوشلة لكننى فقط لا اريد لشيخ مسكين ينحنى لكم الان ان يموت كمدا وحسرة وندفع ثمن ظلمنا له لعنة تطاردا طويلا  كوننا لم نرحم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق