الجمعة، 27 أبريل 2018

فكرة الهجرة كانت دوما هاجسى الوحيد .. بعد ان لفظتنى مدينة القاهرة المتوحشة .. فى اللحظة التى خرجت فيها بعيدا عن اسوار مدرسنى وابتعدت اصوات ترانيم الكنيسة العتيقة .. وتهت فى الشوارع ودوامات العمل .. وتعرضت للكثير وشاهدت قبح طباع البشر .. 
لا نملك ابدا رفاهية اختيار الاماكن التى نود ان نعيش فيها .. 
ففى اللحظة التى تسلمت فيها شقتى الصغيرة على اطراف العاصمة .. فى حى تختلط فيها الاراضى الزراعية بالتجريف والبناء على استحياء .. كان الجيران يسالوننى باستغراب انا الغريبة التى لم يروها ابدا من قبل .. لماذا اتيت الى هنا .. ؟ كان ردى الوحيد "المال" ... لم يقنعهم الرد .. وظللوا  طوال عام متوجسين كونى ارتدى ملابس عصرية وبسيطة فى حين تتبارى نسائهن فى ارتداء العباءات المثقلة بالزينة والاستراس ويصبغن شعورهن على الموضة ويرتيدن طرحة مليئة بكل ما هو لامع ويتبارين بالذهاب الى البيوتى سنتر لرسم ايديهم واظافرهن ... تصورن اننى مسيحية بسبب عدم حجابى ثم عرفوا من المالك الذى اكد لهم بثقة انه راى اوراقى وتأكد من اسم ابى " على " وهو ما يعنى اننى مسلمة ...!! تعرضت للكثير من النصب والاحتيال من العمال واسطوات التشطيبات بعد ان عرفت فيما بعد ان الاسعار ساعة المقاولة والاتفاق تختلف من رجل الى امراه بوصفها الاضعف والاكثر احتياجا وتخوفا ..!
قالت لى احدى الجارات انه بسبب عملى كصحفية خفنا ان تكونى متحررة تقيمين السهرات والحفلات .. وانهم كانوا مصرين على تطفيشى !!
بعد عام ونصف من شرائى للشقة صارت الامور اهدأ قليلا خاصة وان فكرة الانتقال الكامل اليها صار مؤجلا  .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق