الجمعة، 20 أبريل 2018

بائعة الطرابيش .. 
اجد نفسى تائهة فى متاهة عمل لم يعد كما كان ... فى ظل بحر المعلومات المتدفق بكثرة والية الصحف و المجلات الحكومية التى عفا عنها الزمان وتركها تكح التراب فى منتصف الطريق مهملة وفقيرة وخاسرة تتوالى عليها قيادات فاشلة تفتقر للابداع والالمام باليات السوق .. فى مقابل جرائد رقمية ومواقع اليكترونية مجانية تملآ الشبكة العنكبوتية وتكفى القراء متعة تتبع الاخبار دون الحاجة الى شراء مجلة او جريدة ورقية غالية الثمن بلا جدوى .. 
فيما مضى لم تكن الاحوال بهذا السوء وكان حلم الوصول الى منصب رئيس التحرير مباحا لكن الاوضاع تغيرت وتغيرت السياسات وصار الترقى الطبيعى يصل بنا الى التشميس بعد ان قفزت القرود من المقاعد الخلفية الى المقدمة ساحبة معها كل من هب ودب ويحمل المواهب اياها او الواسطة .. 
وبعد .. 
ان فكرة البحث عن وظيفة اخرى بعد هذا العمر يقابلها الكثير من الشك والاستنكار .. بازدراء من تعدوا الخامسة والثلاثين وحرمانهم من حقهم الطبيعى فى استكمال حياتهم بطريقة اخرى ... كل الوظائف تشترط السن الكل يقف فى مواجهة الرغبة فى التغيير وكان على ان اتجمد موتا فى مكانى كيف اشرح الوضع وهو مستعصى على الفهم كيف من الممكن ان ابدا حياتى فى ظل نظام يرفض فكره ان اخطو فى سبيل التغيير ويضعون امامى عراقيل مستحيلة التخطى باسم القانون تارة واسم الاعراف اطوارا .. 
لكل من يقول اننى كبرت .. اقول لهم اننى نضجت وان من حقى ان اغير حياتى ووظيفتى التى صارت فعليا فى طريقها الى الزوال كمهنة الطرابيش .. واننى لم ارتكب جريمة يوم ان طلبت تحقيق حلمى الاخير .. 
كبرت ؟؟ ربما .. لكننى بعد على قيد الحياه لم امت ...
...
اللهم ارنى ثأرى فيمن ظلمنى واقر بذلك عينى .. اميييين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق