الأربعاء، 6 يونيو 2018


7 يونيو .... (1)

لا تذكر امى يوم ميلادى بالفرح  .. 
كنت الطفلة الثانية لام كانت مكتفية بشقيقتى وتتمنى لها اخ  .. لم تكن الاشعات التلفزيونية منتشرة مثل اليوم ولم تكن العمليات القيصرية سهلة ، كنت باختصار طفلة غير مرغوب فى نوعها .. طفلة اتت الى هذا العالم لتقابل بحزن عميق وامتعاض والم ، لتضاف الى ارقام  سجل المواليد مجرد طفلة ليست بملامح محددة ورائعة مثل شقيقتى ، طفلة صغيرة اضطروا لقرصها قرصات متتالية موجعة لتثبت انها على قيد الحياه .. 
طفلة مريضة برئة معتلة تعانى من الربو تطاردنى الازمات الصدرية  حد الاختناق وتلون وجهى للون الازرق  لتضطر امى ان تنزل بى سته ادوار كاملة لتذهب بى لمستشفى الاطفال لانقاذى من الموت .. !
كلما مرت شهور كلما ازدادت معاناتى وازماتى الصحية حتى اقترح احد الاطباء بعبقرية شديدة اجراء شق حنجرى لى وانا لم اكمل العام ونصف .. !
كانت عودة خالى طبيب الانف والاذن والحنجرة من بعثته شهادة ميلاد جديدة فقد اكتشف اننى اعانى من صديد مزمن على اللوزتين وقرر اجراء عملية استئصال للوز وانا لم اكمل العامين فى سابقة تحدث عنها زملاؤه وحذروه اننى قد اموت فى اثناء العملية وتحمست امى وقالت اننى ميته ميته .. ربما كتب الله لى عمرا بعيدا عن معاناتها معى .. وعشت ..

ربما لا نذكر الامنا فى فجر الطفولة لكنها تلقى بظلال من الشجن على شخصياتنا .. 

لم تذكر امى ابدا وقت ميلادى بالفرح ولهذا لم احب عيد ميلادى  .. كانت تنساه امى وعائلتى حتى نسيته انا ولم اعد اهتم .. 

قلت لابنتى ان ميلادى الحقيقى هو يوم ان رات عيناى وجوهكم انتى واخيك.. ان وجودكم فى هذا العالم هو الدليل الوحيد اننى مررت من هنا بفرح .. 

كنت اخجل ان اذكر امى بعيد ميلادى الذى تسبب لها  فى كل هذا الحزن والضيق باننى لم اكن" احمد" كما تمنت ولم اكن جميلة كشقيقتى ولم اكن بصحة جيدة ايضا ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق