الثلاثاء، 17 يوليو 2018

ان نموت واقفين كالاشجار .. 
غريق كل يوم .. صوت سارينة سيارات الاسعاف على الشاطىء فى انتظار جثث الغرقى و صرخات الاهالى الواقفين فى انتظار موجع امام موج البحر صار روتينا يوميا .. 
اهالى الاسكندرية يعرفون ان البحر لا يصلح للنزول خلال شهور الصيف .. خاصة شهرى يوليو واغسطس وان سبتمبر هو موعد المارية لتتالق فى ثوب خريفى فضى عبقرى .. لا يراه تعساء الحظ من المصطافين لانه بداية موسم المدارس .. 
نزل الرجل بكل نشاط فى قلب الماء .. وترك نفسه للموج العالى .. ثم بدا صراخه .. وصرت اتساءل .. هل كل هؤلاء الغرقى ماتوا غدرا   ؟؟ ام انهم سعوا ربما للمرة الاخيرة الى الحصول على فرحة وسط كل هذه التعاسة الرمادية الكئيبة التى تغلف حياتهم .. ان يموتوا وسط متعة وحلم بقضاء ايام فى مصيف مبهج لن يعودوا بعده الى دوامات الشقاء .. 
هؤلاء التعساء رواد رحلات اليوم الواحد يغطسون فى قلب الماء قبل ان يظهر نور الشمس لا يريدون ان ينفلت يوم فرحهم الوحيد .. 
فى عيون الغرقى رضا غريب . وكأنهم اكتفوا من الدنيا وان رغبتهم قد تحققت اخيرا فى موتة لذيذة فى حضن دافىء .. حضن الماء .. 
ان نموت برضا صار اقصى الامانى .. الحياه لم تعد مبهجة .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق