الاثنين، 30 يوليو 2018

سورة القلم..
وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16)
اختلف المفسرون حول الرجل الذي نزلت فيه هذه الآيات السبع من سورة القلم، فمنهم من قال إنها نزلت في الوليد بن المغيرة، ومنهم من قال إنها نزلت في الأخنس بن شريق، وكلاهما كان ممن خاصموا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولجوا في حربه والتأليب عليه أمدًا طويًلا. وقال ابن عباس: لا نعلم أن الله وصف أحدًا بما وصفه به من العيوب فألحق به عارًا لا يفارقه أبدًا.. والقرآن يصفه هنا بتسع صفات كلها ذميمة.. ويختم هذه الصفات الذميمة المتجمعة في عدو من أعداء القرآن بأبلغ تصوير للشخصية الكريهة من جميع الوجوه وهو (زنيم).. والزنيم في لغة العرب هو الدعيّ الذي يلتصق بالقوم وليس منهم، أي أنه ابن زنا ولا يعرف من أبوه.
وفي هذه الآيات يخاطب الله عزّ وجل عبده ونبيه مُحمَّد صلى الله عليه وسلّم: ولا تطع كلَّ إنسانٍ كثير الحلف كذاب حقير، مغتاب للناس، يمشي بينهم بالنميمة، وينقل حديث بعضهم إلى بعض على وجه الإفساد بينهم، بخيل بالمال ضنين به عن الحق، شديد المنع للخير، متجاوز حدَّه في العدوان على الناس وتناول المحرمات، كثير الآثام، شديد في كفره، فاحش لئيم، منسوب لغير أبيه.. ومن أجل أنه كان صاحب مال وبنين طغى وتكبر عن الحق، فإذا قُرأ عليه آيات القرآن كذَّب بها، وقال: هذا أباطيل الأولين وخرافاتهم. وهذه الآيات وإن نزلت في أحد المشركين الوليد بن المغيرة، أو الأخنس بن شريق، إلا أن فيها تحذيرًا للمسلم من موافقة من اتصف ببعض هذه الصفات الذميمة>


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق