الخميس، 16 نوفمبر 2017

ورق ..
يخيل الى انى امراه مصنوعة من ورق .. ، وان حواسى توقفت عند اختراع اوراق البردى .. وان الاوراق تتنفس .. واننى ابتعد عن عصر السيليكون بسنوات ضوئية .. كسنديانة وحيدة لازالت تنتمى الى عصر الاحجار والخشب وتؤمن ان لب الورق هو قلب الشجر :  قلبى .. 
كلما عرض على ان اعد برنامجا اشعر بالاهانة .. انا لا اشاهد التلفزيون ولا احب الجرائد الاليكترونية التى تحولت الى اعلانات مسعورة تطاردك وتفرض نفسها عليك مهما حاولت اخفائها وابعادها عن طريقك  اعلانات حقيرة تبيع لك الوهم وهم الرشاقة والفحولة والشراء المغشوش .. 
وحده الكتاب برائحته وغلافه يشعرنى بنشوى الاقتناء .. بفرحة اللقيا بتجسد الفرحة بالاندماج الكامل مع عالم لا يرانى وليست لديه سلطة انتقادى او السخرية منى او الاستهزاء بى .. عالم لى وحدى اتلصص عليه كيفما اشاء اجالسة باى وضع فى اى مكان دون ان يبدو عليه الغضب او الشكوى .. 
انا لا احب الالكترونيات .. ولا احب التحديثات لاننى اعرف كيف تصنع الاخبار وكيف تكذب الكاميرا وكيف تخدعنا وتخدع عيوننا وادراكنا وحواسنا .. 
لا احد يسمح لك ان تنقل الحقيقة كما تراها والا تعرضت للقتل والابعاد والتنكيل وربما الفضيحة .. 
لا احد يقدم لك الحقيقة كاملة ويترك لك الحرية كى تراها كيفما تشاء .. 
لاننى اعرف الكواليس .. 
لاننى رايت بعينى كيف يصورون الحروب والافلام والوثائق .. حسب اهواء الممولين والقنوات والسياسات والحكومات .. 
اعرف ان الكتب اصدق من السيف الذى يجبر الاعلام على الكذب ...  وحده الورق لا يكذب تستطيع ان تراوغ ان تتحايل على خداعهم او توصل رسالتك وحده الورق الحنون يفهم معنى ان تكون حقيقيا وسط هذا الزيف ..
وانا ابجل الحقيقة مهما كان ثمنها فادح .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق