الأحد، 19 نوفمبر 2017

نجيب .. 

يقرأ ابنى نجيب محفوظ باللغة الانجليزية .. لم يعش ابنائى فى مصر كثيرا .. ولم يستسيغوا اللغة العربية .. تلك اللغة التى اوقعتنى فى حبائل غرامها وحرمتنى من الكثير فى مراهقتى لادخر ثمن الروايات التى كنت اشتريها من مكتبة منزوية بميدان روكسى .. 
كانوا اطفالا .. يوم اخترت الجيزويت لتكون المدرسة التى تربى ابنى تربية صارمة بعيدا عن جنون المراهقة وصخب الفتيات فى المدارس المختلطة .. واخترت لابنتى مدرستى القلب المقدس لاعيد فردوسى الذى فقدته على اعتاب الجامعة برحيلى عن هذا المكان الملىء بالورود و الاشواك .. 
وشاء القدر .. ان يحرمنى جنة تحقيق الحلمين وان ينخرطا فى غربة قدرية طويلة  بعيدا عن الوطن فى  مدرسة علمانية مختلطة امريكية جداا وعصرية جداا خلقت منهم طفلين مستقلين بشخصية مبهرة وارواح حرة  لا تخاف ولا تصلح للحياه فى عالمنا العربى المكبل بالخرافات والعيب والخطأ الذى لا يغتفر .. 
فى الخارج كان شيوخ الازهر الذين تم استقدامهم لتعليمهم اللغة العربية والدين يستاءون من اسئلتهم الجريئة عن الله والدين ومحاوراتهم التى لاتنتهى فى اشياء يعتبرونها تجاوزا .. وكانوا يشكون ، كثيرا حاولت افهامهم ان ابنائى تعلموا الا يخافوا وكان الصراع والجدل  بين ابنى والمشايخ اقوى كثيرا فهو لا يقتنع الا بما هو منطقى .. 
والان يخبرنى العزيز انه يقرا لنجيب محفوظ الطريق واللص والكلاب وزقاق المدق والشحاذ وقلت له انها باللغة الاصلية اروع .. 
وعبثا حاولت افهامه ان لرواياته ابعادا فلسفية ينحصر معظمها فى رحلة البحث عن الله .. ربما يفهم بعد سنوات ما لم يفهمه الان لكنه يقرا الاسماء بطريقة اثارت ضحكاتى وشجونى سعيد مهران صار "سائيد مائران "، وعليش اصبح " اوليش " .. 
هذى الحياه المراوغة .. لم تكف ابدا عن مشاكستى .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق