الخميس، 18 يناير 2018

وجوه غاضبة .. 
استوقفتنى جارتى الثرثارة .. وصارت تحدثنى عن مشاكل العقار وسرقات اتحاد الملاك  والذى كانت عضوا فيه  .. ثم انقلبت عليهم وانكشف المستور بعد ان ابوا مشاركتها هى واخرين السرقات الجديدة  .. ولم تجد غيرى تلجأ اليه  بعد ان اعلنتها من البداية اننى لا اقبل المال الحرام .. 
كان الجو باردا جداا والكلمات الجوفاء تتساقط من فمها انظر الى عينيها المح جوعا  عاطفيا ورغبات تنهشها من الداخل .. تعكس مخاوفها  الكبرى من الوحدة فى نهاية العمر ومن  ان يتركها ابنها الوحيد الشاب للزواج بعد ان تخرج وتوظف وصار رجلا .. وحيدة هى منذ اكثر من 25 عاما بعد  ان تركها الزوج وعملها فى بيزنس السمسرة مع اشقائها حتى صارت ثرية عكس ما تبدو .. 
فى طريقى الى العمل كان السائق طائشا  بسبب سرحانى لم اتبين مبرر كونه يطارد سيارة فاخرة حتى توقفت امامه  تحت احد الكبارى وخرج اصحابها والغضب  يملأ وجوههم ، غضب جعل شباك السائق ينفجر شظايا رغم سمكه الشديد  تحت قبضات ايديهم ، غضب جعل عدد كبير من الناس يؤازرونهم وتنطلق حناجرهم بغضب مماثل
 كانوا يتحدثون بصوت واحد بنبرة واحدة ولم يجمعهم سوى حادث عابر ..
ارتعش السائق وكان شابا صغيرا بعد ان تقدم عدد منهم باصرار لفتح بابه ومحاولة ضربه كانت عيونه هى الاخرى تشى بفزع رهيب وتخيل لمصيره تحت ايدى تلك العيون الغاضبة  .. 
وكما بدأ كل شىء فجاه ، انتهى  فجأه .. اختفى الجميع.. ومضى السائق فى طريقه المعتم حتى النهاية  .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق