الخميس، 6 أكتوبر 2011

سر السادس من اكتوبر

لم يمر يوما فى طفولتى اسوأ من هذا اليوم .. لم اكن ادرك حجم النصر والفرح ولكننى كنت ارى دموع امى الغزيرة السخينة وهى تتابع العرض العسكرى ..
كانت تتابع امى على شاشة التلفاز عروض الجيش والعسكر وتبدأ فى النحيب وتظل طوال اليوم لاتتكلم تبكى فقط وفقط البكاء
واذكر اننى وكنت فى الثامنة قد دونت تاريخ هذا اليوم فى كراستى واسميته يوم الدموع واقسمت ان اسألها فى العام التالى عن سر بكاءها وحزنها
وحكت امى عن اخيها الشهيد الذى لم يتعدى عمرة الواحد والعشرين وكيف كان ابنها الذى ربته يتيما وخليلها ونديمها وكاتم اسرارها ومنبع الحنان و القلب الطيب هذا الذى كانت تعد الايام لتراه هذا الذى تطوع فى الجيش مبكرا بعد زواجها هربا من زوجه اب متسلطة هذا الذى مات شهيدا تاركا فى قلبها نارا ولوعه لم تطفئها السنون... ثمانية وثلاثون عاما مضت ولم تنطفىء شرارة او ومضة من نار حزنها على اخيها الشهيد ...
كنت دائما افاضل بين رباطه جأش شريفة فاضل التى غنت ام البطل وبين امى التى ذبحها الحزن ومنعها من ان تطلق زغاريد الفرح العبقرية التى كانت تجيدها ..وكلتاهما ملتاعات وكلتاهما ثكالى ..
وحرمنى حزنها الطويل من زغرودة الفرح التى حلمت بها يوم زفافى ...
الى خالى احمد الذى لم اره اهدى اليه كل حبى واشواقى واحترامى لدم الشهيد الطاهر ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق