الخميس، 26 أكتوبر 2017

نظرة ..

فى العمر الذى انتصف تبدو نظرتى للاشياء مختلفة جداا .. ، فى بدايات الحلم كنت اتخيل نفسى "مديحة كامل  " فى فيلم الصعود الى الهاوية بعيدا عن كل النقائص .. اسافر بعثة فرنسا واقيم فى فندق قريب من الجامعة ابتعد عن سلطة الام الحديدية وانطلق فى عوالم الادب والفلسفة ولا اعود الى وطن لا انتمى الى شوارعه .. 
كتب لى القدر منعطفا اكثرتوحشا بدخولى الصحافة وعالمها الشرس من هؤلاء المجانين الذين كانوا يتوافدون على شارعنا القديم قادمين من مستشفى العباسية كل يوم جمعة بعد الصلاه فى كرنفال عجيب اتطلع اليهم من خلف سور بيت جدى بعيون فضولية وخائفة ..
كانت غرفتى منبرى الوحيد وحدود سريرى المزين بصور بلاستيكية بارزة صغيرة كنت اجدها فى باكوات اللبان بالفراولة الذى كنت احبه .. 
انطفأت الاحلام الواحدة تلو الاخرى .. وبقى الشغف وعيونى التى تتسع كلما صادفتنى رغبة  جديدة  للتعلم .. 
صارت المعرفة عبئا ثقيلا على مخلوقة جوزائية وحيدة مثلى .. 
وتمنيت قبل ان اموت ان القى كلمتى ..  وامضى .. لكنهم اخرسونى  ك دائما ..... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق